هناك الكثير من الأشخاص ممن قد تضطرهم الظروف للقيادة ليلًا لأسباب عديدة سواء كانت أسباب شخصية أو مهنية مع استحالة تأجيلها، إلا أن القيادة الليلية تمثل تحديًا كبيرا لبعض الأشخاص بسبب عوامل الإضاءة السيئة أو جو الطقس البارد أثناء فصل الشتاء المصاحب للرعد والمطر وتلك العوامل قد تؤثر سلبيًا على سلامة القيادة وأمانها ليلًا، ولذلك وفي مقالنا وخلال السطور التالية سنعرض عليكم أهم الإرشادات لتجنب مخاطر القيادة الليلية.
أسباب حوادث القيادة الليلية
هناك عدة مسببات تؤدي إلى حدوث حوادث سير أثناء القيادة الليلة، نذكر منها كما يلي:
- عتمة الليل: لما تتسبب فيه من صعوبة الرؤية بشكل صحيح مع ظلام الليل المحاط بكافة الجهات، كمًا يمكن القول بأنه بأن القيادة الليلية ضد طبيعة المرء.
- الساعة البيولوجية لجسم الإنسان تمت برمجتها على النوم والاسترخاء ليلًا، ولذلك يمثل الانتباه والتركيز لطريق السير ضغطا وتحديًا وشيء من الإجهاد على الإنسان.
- كما أثبتت الأبحاث شعور السائق بالنعاس بانه أحد وأهم الأسباب التي ينتج عنها حدوث حوادث السيارات في كافة أنحاء العالم.
- أشار ال توماس فاجنر وهو واحد من مؤسسي ديكرا للفحص الفني، بأن ما تعتمد عليه القيادة هي الرؤية من خلال العينين والذي يعتبر بمثابة نافذة النجاة المرورية، اما في الليل وبسبب العتمة ولسوء الرؤية مع تبديل ألوان الإضاءة وتغيرها يستوجب استمرار العين ان تبقى في تكيف دائم ومستمر، والذي ينتج عن عدم التكيف في بعض الأوقات تأخر في حدوث رد فعل سريع.
- أن الإضاءة الليلية تؤدي إلى حدوث عدم وضوح في الرؤية بشكل صحيح، الأمر الذي ينتج عنه خطأ في حساب تقدير بُعد المسافات الطويلة وبالتالي رفع نسبة وقوع الحوادث ليلًا.
- كما أضاف فاجنر أن القيادة الليلة تتأثر بمدى كفاءة السائق وصحته وعافيته وخبرته في قيادة السيارة بصورة صحيحة، فهناك عدة آثار جانبية لبعض الأدوية المعطاة ليلا مثل دواء المورفين والذي يتسبب في تضييق حدقة العين وبالتالي فهو يؤثر سلبيا على الرؤية، ولذلك يُنصح مستخدمي أدوية المساء عدم قيادتهم ليلا إلا بعد أخذ بمشورة الطبيب.
- بالإضافة إلى مرض المياه البيضاء فهو له تأثيرًا مماثلًا لدواء المورفين، فهذا المرض عبارة عن حدوث عتامة في جزء من عدسة العين وبالتالي عدم الرؤية بشكل صحيح، ولذلك يجب على قائدي السيارات الذين يتجاوز أعمارهم عمر 50 عاما استشارة أطباء العيون بانتظام وبشكل مستمر للاطمئنان على حالة العين.
- كما وجب الحذر والتنويه عند استخدام قطرات للعين، فبعض تلك المستحضرات تكون سببًا مباشرا في توسيع حدقة العين وبالتالي معاناة السائق من التدقيق وبالأخص عند القيادة فجرا أو ليلا، أما مرض العشى الليلي فهو إحدى معوقات الرؤية والذي لا يوجد له علاج حتى الآن.
- حركة المرور ساعة الذروة: أغلب الناس تنتهي مواعيد وظائفهم أثناء الليل فيسارعون في القيادة للعودة إلى المنزل بأقرب وقت لينالوا قسطا من الراحة مع عائلتهم، الأمر الذي ينتج عنه ازدحام مروري وصعوبة في التحرك وسط ذلك الازدحام، وبالتالي قد يضطر بعض السائقين لإجراء مناورات للفكاك من بين أعداد من السيارات الأخرى مما يؤدي في بعض الأوقات إلى وقوع الحوادث.
أهم الإرشادات لتجنب مخاطر القيادة الليلية
أثبتت الإحصائيات أنه وبرغم قلة السيارات في الليل تصل لنسبة 60 % إلا أنها تعتبر المسؤولة الرئيسية في حدوث حوادث السيارات ليلا بحوالي نسبة 40% ، ولذلك ينبغي على قائدي السيارات الالتزام بتعاليم إجراءات القيادة الليلة واتباع إرشادات الأمان، والتي نذكر منها كما يلي:
- يجب على سائقي السيارات الاهتمام بنظافة مرايا الزجاج الأمامية والخلفية والجانبية مع تنظيف كلتا المرايا الداخلية والجانبية، فتعتبر تلك هي من أهم الأمور التي ينبغي على السائقين الاهتمام بتنظيفها باستمرار حتى تسهل الرؤية والتركيز بشكل صحيح وتجنب إرهاق تدقيق العينين، مع تجنب مشاكل ضوء السيارات الأمامية والخلفية الأخرى.
- ضوء المقصورة الداخلية، فمن وظيفتها الرئيسية هي تشغليها أثناء البحث عن أمر ما بداخل المقصورة أو التقاط أشياء تصعب رؤيتها بوضوح، ويُستحسن وقفها أو استخدامها لعدة ثواني ومن ثم إغلاقها مرة أخرى، كما يُحذر تشغيلها أبدًا أثناء القيادة الليلية فضوء المقصورة الداخلية أثناء الليل يسبب أضوائه الكثير من المشاكل الخطيرة جدا وفقًا لرؤية السائق فهي تسبب حالة من التشتت بسبب الضوء المقابل للعينين، بالإضافة إلى أنها تقوم بعكس الأشياء فوق زجاج السيارة مما يؤدي إلى التأثير السلبي على الرؤية وتشتيت التركيز.
- عدم النظر لمصابيح السيارات الأخرى القريبة، ففي بعض الأحيان تتسبب حركة المرور في الشارع المقابل مصدرًا مباشرا للإزعاج، وبالأخص حينما لا يتم استعمال نوع الأضواء الصحيحة من سائقي السيارات فبعض السائقين يُفضلون استخدام الأضواء المرتفعة ليلًا برغم وجود حركة مرورية من جميع الجهات، ولذلك من المهم عدم ارتكاب خطأ النظر المباشر لمصابيح السيارة القادمة لتفادي الإصابة بالعمى عن للرؤية.
- استعمال عدسات تمنع الانعكاس في حال كان السائق يرتدي النظارات الطبية، فعند القيادة الليلية لا يمكن استخدام السائق للعدسات التقليدية فهي تسمح بانعكاس الضوء بصورة ليست معتادة تعمل على إعاقة الرؤية بشكل صحيح، ولذلك يُفضل استعمال عدسات مانعة للانعكاس عند القيادة الليلية لتسهيل الرؤية.
- يجب على السائق أن يكون منتبها وعلى قدر كبير من التركيز والوعي والاستيقاظ، فمعظم حالات حوادث السيارات يكون الإرهاق واليأس بالرجوع إلى البيت سببا رئيسيا في حوادث السيارات، ولذلك ينصح دائما قبل القيادة وبالتحديد القيادة الليلية بأخذ وفرة من النوم والراحة للقيادة بشكل آمن ليلا.
أنظمة مساعدة
هناك بعض شركات السيارات مثل أودي وبي إم دبليو التي قامت بإنتاج سيارات تحتوي على بعض الأنظمة التي من شأنها أن تساعد في القيادة الليلية بأمان، وذلك من خلال إيضاح الرؤية الليلية وتحسينها.
- حيث ان أنظمة كاميرات التصوير الحرارية الموجودة بتلك السيارات تساعد في معرفة الأجسام البعيدة عن مناطق الضوء المرتفع كما أشار ميشائيل كروسيوس والذي يعد واحدا من مؤسسي أودي الألمانية، أنه بواسطة مساعدة الرؤية الليلية بتلك السيارات تقوم بتحذير السائق عند وجود حيوان بالطريق يبعد مسافة 300 متر عن السيارة حتى يتفاداها لذلك يعتبر هذا النظام من أفضل الأنظمة التي تم اختراعها بالسيارات حتى الآن، والتي تصل زاوية عرضها إلى حوالي 36 درجة مئوية مع عرض ما يقع أمام السيارة فوق شاشة تتميز بالدقة العالية تم تحميلها على جهاز القياس، مع صور متباينة وعالية الجودة والتباين والوضوح العالي وأضاف جراف لتجنب الشعور بالتعب أثناء القيادة ليلا، يُفضل للسائق بأخذ قسط وافر من الراحة والنوم قبل القيادة بجانب تناول مشروبات تحتوي على عنصر المنبهات مثل القهوة أو الشاي، والانطلاق بالقيادة بعد فترة لا تقل عن 30 أو 40 دقيقة، وذلك بسبب عدم ظهور مفعول الكافيين في تلك المشروبات إلا بعد مرور تلك الفترة.
تعرف ايضا على نصائح القيادة في الطرق الوعرة
وصلنا إلى ختام مقالنا عن أهم الإرشادات لتجنب مخاطر القيادة الليلية، والذي ذكرنا فيه كافة الأسباب التي تؤدي إلى وقوع حوادث مرورية مع ذكر أهم الطرق والإرشادات التي يجب على كافة سائقي السيارات الالتزام بها واتباعها للسلامة والأمان، مع ذكر بعض الأنظمة المساعدة في بعض السيارات، نتمنى أن ينال المقال اعجابكم.